أعجب ما كان في الرق عند الرومان

بعد أن ذاعت الفلسفات والأفكار الليبرالية بين الناس في القرن الثامن عشر، ومكنتهم الثورات العلمية والصناعية من تقليل الاعتماد على الأيدي البشرية العاملة في الأعمال الشاقة، بدأوا يتنبهون لمشكلة أخلاقية كبرى تقدح في إنسانيتهم وهي تجارة الرق واستعباد الإنسان، فقام من وسطهم عقلاء يدعون لإبطال هذه الفعل المستقبح ويطالب الحكومات بتجريم العبودية، ولكن في غمرة الحماس جانب بعضهم الصواب، وكان من هؤلاء رجل الدين الفرنسي الكاردينال لافيجري الذي أشهر قلمه ضد العبودية، ولكنه أخطأ حينما ادَّعى أن الإسلام لم يكن منصفًا في مسألة الرق بل حث عليه! فهب الزعيم الوطني الشهير مصطفى كامل باشا يرد حججه الباطلة مؤلفًا هذا الكتاب والذي أوضح فيه أن مشكلة الرق ظهرت في عهد الرومان وكانت أوضاعهم تبلغ من البشاعة ما لا يتصوره عقل، وأنه لا وجه للمقارنة بين حضارة كانت العبيد فيها تُقتل في الساحات للمتعة، وبين دين يُرَغِّب في تحرير الرقاب ويجعلها من أعظم القربات لله عز وجل.