محمد حسين سالم هيكل: صحفي ومؤرخ سياسي، وكاتب، وروائي مصري.
وُلِد عام 1888م في قرية كفر غنام (محافظة الدقهلية)، وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية، ثم بُعِث إلى القاهرة ليتابع دراسته حتى تخرَّج بمدرسة الحقوق بالقاهرة عام 1909م، وحصل بعدها على درجة الدكتوراه في الحقوق من السوربون سنة 1912م، وعاد ليفتتح مكتبًا للمحاماة في المنصورة.
ولقد ظهرت موهبته المبكرة في الكتابة حينما كان يقضي إجازته الصيفية في قريته، ويصدر مجلة يطبعها على مطبعة الغِرَاء سماها «الفضيلة»، وكان يوزعها على القرَّاء في قريته وفي القرى المجاورة، ثم أخذ يكتب في «الجريدة» منذ إنشائها إلى أن احتجبت سنة 1915م، فتابع بعد ذلك نشاطه في جريدة «السفور» الأسبوعية، يتناوب هو والدكتور طه حسين والشيخ مصطفى عبد الرازق والدكتور منصور فهمي كتابة مقال لكل عدد، فضلًا عن كتابته في عدة جرائد ومجلات أخرى.
ترك المحاماة وتفرغ للصحافة والتأليف والسياسة عقب انضمامه إلى حزب الأحرار الدستوريين وتولي رئاسة تحرير صحيفة الحزب «السياسة اليومية»، وتولى بعد ذلك عدة مناصب؛ فقد اختير وزيرًا المعارف عدة مرات ثم رئيسًا لمجلس الشيوخ من سنة 1945م إلى 1950م، واختير لعضوية مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1940م، وأصبح رئيسًا لحزب الأحرار الدستوريين حتى حُلَّت الأحزاب، كما كان رئيسًا للوفد المصري في الأمم المتحدة عدة مرات، وتولى أيضًا تمثيل السعودية في التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945م.
اشتهر في المجال الأدبي برواية «زينب» والتي اعتبرها كثير من النقاد أنها أول رواية عربية بالمعنى الحديث، كما أنه تناول التاريخ الإسلامي بمنظور مختلف وبأسلوب جذاب. ومن أعماله: «حياة محمد»، «في منزل الوحي»، «ثورة الأدب»، «الصديق أبو بكر»، «الفاروق عمر»، «تراجم شرقية وغربية»، «في أوقات الفراغ»، «أبيس»، «هكذا خلقت».
توفي عام 1956م. وقال عنه الدكتور طه حسين في حفل تأبينه: «ذلل القصة لكُتَّابها، وذلل السياسة الصحفية لكُتَّابها، وشارك زملاءه ومعاصريه في تذليل اللغة العربية وتمكينها من أن تكون مِلكًا للذين يتكلمونها».