الكاتب: مي زيادة
الناشر: مجلة الزهور
تاريخ النشر: يوليو 1911
اذكريني كلَّما الفجر بدا | فاتحًا للشمس قصرَ الذهبِ |
واذكريني كلَّما الليلُ مضى | راكضًا بين جنود الشهبِ |
وإذا ما صدرك ارتجَّ على | نغم اللذات وقتَ الطربِ |
أو دعاك الظلُّ يا ميُّ إلى لذَّةِ | الأحلام عند المغربِ |
فاسمعي من داخل الغاب صدَى | صارخٍ فيهِ يُناديك اذكري |
اذكريني إن غَدَا صَرْفُ القَدَرْ | فاصلًا ما بيننا للأبدِ |
يومَ لا تُبقِي الليالي والعِبَرْ | من رجاءٍ لفؤادي الكمدِ |
واذكري حبًّا به قلبي انفطر | ووداعًا ذاب منه كبدي |
وإذا الحب على القلب انتصر | غلب البعد وطول الأمدِ |
وأنا ما عِشْتُ يكفيني خَبَر | منكِ والقلبُ يناديك اذكري |
اذكريني عِنْدَما ألقَى المَنُونَا | ويضمُّ التُّربُ ذا القلبَ الكسيرْ |
عندما تفتحُ للفجر الجُفُونَا | زهرةُ القَفْرِ على قبري الحقيرْ |
لن تَرَيْ من بعدها ذاك الحزينا | إنما نحوكِ رُوحِي ستطير |
وبها أبقى على العهد أمينا | جاعلًا حُبَّك لي خير سمير |
واسمعي من جانب القبر أنينا | هاتفًا في ظلمة الليل اذكري |