أحمد سامح بن الشيخ راغب الخالدي، أبو الوليد: فلسطيني من يافا، يُعَد أبا التربية الحديثة في فلسطين وأحد أكابر رجال التربية والتعليم في العصر الحديث.
ولد أحمد سامح الخالدي عام 1896م بمدينة القدس، وتعلم بمدرسة المطران بالقدس، ثم التحق بالجامعة الطبية بإسطنبول، والتي تخرج منها صيدلانيًّا عام 1916م، ثم أبى عليه حبه للتعلم إلا أن يستأنف المسيرة، فالتحق بالجامعة الأمريكية ليدرس بها، حتى حصل على درجة «البكالوريوس في العلوم» ودرجة «أستاذ»، كما حصل على الماجستير في التربية.
خدم بالجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى، وما إن وضعت الحرب أوزارها ووقعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، حتى عاد الخالدي إلى وطنه ليهب حياته للتعليم، فعين مفتشًا للمعارف في قضاء يافا، ثم مديرًا للكلية العربية في القدس فمساعدًا لمدير المعارف بفلسطين، كما نال عضوية «الجمعية الملكية للفنون»، و«الجمعية الملكية لآسيا الوسطى» ببريطانيا.
ولما داهم اليهود فلسطين خرج منها إلى لبنان ليقضي ما بقي من حياته في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين، ورعاية شئونهم وتعليم أبنائهم، كما اهتم بأبناء الشهداء على نحو خاص.
وللخالدي مؤلفات عديدة في شتى المجالات، منها: «إدارة الصفوف»، و«أركان التدريس»، و«أنظمة التعليم»، و«الأردن في التاريخ الإسلامي»، و«الحياة العقلية»، و«المعاهد المصرية في بيت المقدس»، و«رحلات في ديار الشام»، و«رجال الحكم والإدارة في فلسطين»، و«أقنعة الحب»، كما ترجم كتابًا في علم النفس عن اللغة الإنجليزية، ونشر عدة رسائل من قديم المخطوطات في التاريخ والأدب.
أصيب أحمد سامح الخالدي بنوبة قلبية وهو مقيم في قرية «بيت مري» بلبنان سنة 1951م توفي على أثرها، ودُفِن ببيروت، تاركًا وراءه ميراثًا علميًّا وأدبيًّا وتربويًّا تنتفع به الأمة العربية جيلًا بعد جيل.