مصطفى كامل بن علي بن محمد: كاتب فذ وزعيم سياسي بارز.
ولد عام 1874م بمصر، وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1887م، أما التعليم الثانوي فقد التحق بالمدرسة الخديوية، أفضل مدارس مصر آنذاك، ثم التحق بمدرسة الحقوق، وأُرسل في بعثة لدراسة الحقوق في فرنسا، وحصل على شهادتها من جامعة تولوز عام 1894م.
أجاد اللغتين الفرنسية والإنجليزية إضافة إلى العربية.
تفرغ للعمل السياسي والوطني والاجتماعي، فأنشأ عددًا من الصحف والمدارس والجمعيات، منها جريدة اللواء عام 1900م في طبعتين بالإنجليزية والفرنسية (بعد العربية)، ومدرسة مصطفى كامل في حي السيدة زينب.
كان كثير السفر إلى أوروبا لعرض قضية بلاده وسعيًا للاستقلال، وقد أنشأ الحزب الوطني عام 1907م، وانتُخِب رئيسًا له مدى الحياة، وكان قد أنشأ وهو طالب بالحقوق جمعية أحباء الوطن.
كان له دوره المشهود في التنديد بحادثة دنشواي عام 1906م، والذي أدى لخروج المعتمد البريطاني (اللورد كرومر) من مصر، وقد كان صاحب التأثير المباشر في إخراجه دون منازع.
كانت للزعيم مصطفى كامل علاقات صداقة مع عدد من رجال عصره، منهم: عبد الله النديم، وأحمد شوقي، ومصطفى نجيب، وكذلك كان على علاقة وفاق مع الخديوي عباس حلمي الثاني.
من مؤلفاته: «المسألة الشرقية»، و«الشمس المشرقة في حرب اليابان وروسيا»، و«مصر والاحتلال الإنجليزي»، و«دفاع مصري عن ولده»، وله مسرحية واحدة هي «فتح الأندلس»، كما له بعض القصائد المرتبطة بالأغراض الوطنية والحماسية، وخُطَبه ذات نَفَس شعري في غنائيتها، وعاطفتها، وإيقاعها.
سافر الزعيم عام 1907م إلى أوروبا وطاف مدنها كاتبًا وخطيبًا ومنافحًا عن قضيته، وعاد في أكتوبر من نفس العام، فاستقبله الشعب استقبال الفاتحين، وخطب خطبته الشهيرة في «زيزينيا» بالإسكندرية، ثم سافر إلى القاهرة، وإثر وصوله شعر بآلام شديدة في المعدة وساءت حالته، وقال الطبيب في تشخيص عجيب إن الزعيم مصاب «بسل في الأمعاء»، ثم توفي الزعيم مصطفى كامل بعد صراع مع هذا المرض العجيب يوم الإثنين 10 فبراير 1908م.