إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني: أديب مجدِّد، من كبار الكتاب، امتاز بحسه المرهف، وسخريته اللاذعة.
ولِد بالقاهرة سنة 1890م، وأصل أسرته من «كوم مازن» بمحافظة المنوفية، ونال شهادة الدراسة الثانوية سنة 1905م، وعندما التحق بمدرسة الطب لم يتحمل دراسة التشريح لرهافة حسه، فانتقل إلى مدرسة الحقوق، لكنه لم يتم دراسته بها لارتفاع مصروفاتها في نفس عام التحاقه بها، فالتحق بمدرسة المعلمين العليا (المعلمين الخديوية) وتخرَّج فيها عام 1909م. عمل بالتدريس، ثم بالصحافة، وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنجليزية.
قرأ كثيرًا من أدب العربية والإنجليزية، ورأى أن الكتاب يتخيَّرون لتعابيرهم ما يسمونه «أشرف الألفاظ» وإن كان عصيًّا على فَهم الأكثرين، ففضَّل في كتاباته الفصيح المتداول.
عمل في جريدة «الأخبار» مع أمين الرافعي، و«البلاغ» مع عبد القادر حمزة، وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة «الأسبوع» مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفَيضٍ من مقالاته.
نظَم الشعر، وله فيه معانٍ مبتكَرة اقتبس بعضَها من أدب الغرب. ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر. وهو من أعضاء المجمع العلمي العربيّ بدمشق ومجمع اللغة العربية بالقاهرة. وله كتب، منها «حصاد الهشيم» مقالات، و«إبراهيم الكاتب» قصة في جزأين، و«قبض الريح»، و«صندوق الدنيا»، و«رحلة الحجاز»، و«بشار بن برد»، و«عَ الماشي»، و«شعر حافظ»، وترجم عن الإنجليزية «مختارات من القصص الإنجليزي»، و«الكتاب الأبيض الإنجليزي». وتوفي بالقاهرة عام 1949م.