في مصر حركة نسائية تُحيِي كل رجاء وتُبشِّر بكل خير، فبعد أن تألَّفت جمعية الاتحاد النسائي التهذيبي وأخذت في العمل، نرى الآن فكرة جديدة في تأليف جمعية جديدة لترقية المرأة، فقد اجتمع جمهور كبير من سيدات وطنيات وأجنبيات في سراي الجامعة المصرية حيث ألقت الآنسة مرغريت كليمان محاضرات أربع في موضوعات تتعلق بالحركة النسائية، وكان صباح الأمس (الإثنين) فاتحة تلك المحاضرات الطيبات، فافتتحت الاجتماع حرم سعادة شعراوي باشا بكلمة فرنساوية لطيفة شكرت فيها الآنسة كليمان بالنيابة عن جميع السيدات اللواتي سَمِعْنَ المحاضرات، وأثنت عليها ثناءً جميلًا ثم تُلِيَ برُجْرَام الجمعية العتيدة التي ترأسها صاحبة الدولة والعصمة البرنسيس أمينة هانم طوسون، وكان في نِيَّة حضرة حرم سعادة شعراوي باشا إلقاء كلمة في غرض الجمعية غير أنَّ ضيق الوقت لم يُمَكِّنها من ذلك فنحن ننشر خلاصتها هنا: «ذكرت حضرتها الغرض من تأسيس الجمعية وهو ترقية مدارك السيدات المصريات، وأعربت عن أملها في تعضيد السيدات المصريات ليس تعضيدًا ماديًّا فقط بل أدبيًّا أيضًا، وأشارت حضرتها إلى ما ذكرته حضرة الخطيبة الفاضلة المدموازل كليمان في محاضرتها من منفعة الجمعيات الخيرية في أمريكا وحدائق اللهو للأطفال الفقراء فحثَّت حضرتها على إنشاء حدائق للعمل مع ترييض أجسام البنات والأولاد الصغار تحت ملاحظة أمهاتهم، وسيكون للجمعية مجموعة محاضرات في مواضيع متنوعة من علمية وفنية وأدبية مع إقامة حفلات موسيقية بواسطة أساتذة من أرباب الفن، وأما الآنسات فتُلقَى عليهن دروس مُتمِّمة لمعارفهن، ويجعل للأولاد من بنات وبنين حديقة تقام فيها وسائل الرياضة البدنية ويُؤتَى إليها بالأولاد مرتين في الأسبوع للرياضة واللعب في الحديقة مما يعود على الأولاد بالتعارف وآداب الحياة الاجتماعية».
إنها لحركة جميلة سوف تأتي بنتائج جميلة، وليس بوسعنا إلا أن نشكر السيدات الغيورات اللواتي يأخذن على عاتقهن ترقية مدارك المرأة الشرقية والأخذ بيدها للسير في طريق الرُّقِيِّ المطلوب، فللسيدة الكريمة حرم سعادة شعراوي باشا أطيب الشكر والثناء فإنها هي رُوح هذا العمل، وهي أهم العاملات في تأليف هذه الجمعية المباركة.