الكاتب: مي زيادة (بالاسم المستعار: خالد رأفت)
الناشر: المحروسة
تاريخ النشر: 4 مايو 1918
في القاهرة شارع يبتدئ في شارع جامع شركس بين عمارة الشركة الإيطالية وسراي المرحوم عمر باشا سلطان، وينتهي في شارع الدواوين عند وزارة الحربية، قاطعًا شارع البستان وشارع كوبري قصر النيل ونصف شارع آخر فاتني اسمه ينفذ على محطة حلوان، ذلك الشارع يُدعَى شارع الحوياتي، وإذا كان القصر السلطاني العامر يطلُّ على شارع البستان ويشغل منه نقطة هامة، فإن بابه الرسمي في شارع الحوياتي.
أردت أن أعرف معنى «الحوياتي» فحاولت البحث عنه في القاموس غير أني ذكرت ضاحكًا أنَّ شوارع القاهرة لا نصيب لها في معاجم اللغة، وأن مثل هذه الأسماء لا تفسير لها إلا في لغة أهل المدينة أنفسهم.
فسواء كان الحوياتي تصغيرًا للحاوي أو اختصاصًا لمزاولة حرفة أخرى، إني لا أستحسن هذا الاسم الآن، وأقترح استبداله باسم «شارع السلطان فؤاد».
جاهرت باقتراحي هذا قبل أن أكتبه فقال لي قوم: «وكيف يطلق اسم العظمة السلطانية على شارع لا يبلغ طوله الكيلومتر؟!» غريب جدًّا أنَّ من الناس من لا يُقَدِّر الأشياء إلا بما لها من الطول والعرض! إذا كان شارع الحوياتي لا يبلغ الكيلومتر فهو على جانب عظيم من الجمال والنظافة، وفيه الأبنية الجديدة والمنازل الأنيقة تتخللها باقات الحدائق الغَنَّاء.
وعلى كلٍّ إذا ارتأى بعضهم حفظ اسم العظمة السلطانية لشارع أكثر طولًا وعرضًا، فإني أقترح أن يُطلَق على شارع الحوياتي اسم شارع قصر السلطان، فذلك الاسم أعظم معنى وأصدق حقيقة وأطرب لفظًا.