منذ شهرين — أو حوالي ذلك — أذعت كلمة وجيزة أجبتُ فيها عن أسئلة وُجِّهَتْ إليَّ، من بينها سؤال عمَّا أختار من شعري، وقد قلت في الجواب — على ما أذكر — إني لست بشاعر، ولست أنكر أني عالجت الشعر زمنًا ولكني أخفقت فيه فكففت عنه؛ فيحسن أن يُسأل غيري، وإن الاختيار على كل حال صعب لأن كلام المرء كأبنائه، يعرف عيوبهم ومزاياهم، ولا يخفى عليه ما بينهم من تفاوُتٍ، ولعلَّ بعضهم آثر عنده من بعض، ولكنه لا يحب أن يعترف بهذه المفاضلة.
وقد تلقيت بعد ذلك رسائل ممن أعرف ومن لا أعرف، يسألونني فيها لماذا تركت الشعر … ويتعجب بعضهم لهذا، ويعتقد البعض أني ما زلت أقوله وإن كنت لا أنشر منه شيئًا، ويذكرني بما أتمثَّل به أحيانًا من أن الزَّمَّارَ يموت وأصابعه تلعب. وسأموت يومًا ما — ما في هذا شك — وإنى لأرجو أن يكون ذلك اليوم بعيدًا، ولكني — قرُب ذلك اليوم أم بعُد — لا أحب أن تضطرب فيه شفتاي بكلام لي — شعرًا كان أو نثرًا — فما يليق أن يكون ختام الحياة ثرثرة فارغة.
ومنذ بضعة أيام كنت ذاهبًا مع إخوان لي إلى القناطر لنقضي يومنا فيها فسألني أحدهم ونحن في الطريق:
«هل تؤمن بتناسخ الأرواح، أو بعودة الإنسان إلى هذه الحياة الدنيا في أية صورة من الصور؟»
وكان هذا آخر ما كنت أتوقع أن يجري بيننا الحديث فيه، فقلت بإيجاز: «لست أحب أن أؤمن بشيء من ذلك، حسبي حياة واحدة في هذه الدنيا».
قال: «دع ما تحب وما لا تحب، وأجبني: هل تؤمن أو لا تؤمن بما أسألك عنه؟»
قلت مراوغًا: «لا بد من الجواب؟»
قال: «لا بد».
قلت: «يؤسفني أن أخيِّب أملك ولا أسعدك بصداقتي مرة أخرى فوق ظهر هذه الأرض. ثم إني لا أحب أن أُلفِي نفسي ذات يوم في جسم حمار أو قط أو فأر؛ فليس همي الحياة ذاتها كيفما اتفق أن تكون، وماذا أصنع بالحياة إذا عدت إلى الدنيا في جسم حمار مثلًا؟ لا يا سيدي … يفتح الله، خَلِّ هذا لك إذا شئت».
قال: «أشكرك. إنما كنت أريد أن أبشرك بأننا جديرون أن نكون — حين نعود إلى هذه الدنيا — أسعد ممَّا نحن الآن، وأن نكون أوفر حظًّا من مناعمها وخيراتها؛ فقد عرفنا، وجربنا، وبلونا الحياة، فأحرى بأن ننتفع بعملنا وخبرتنا في كرَّتَنِا إلى هذا العالم».
قلت: «أشكر لك حسن نيتك، ولكن هذا ليس سوى وهم ليس فيه أدنى عزاء؛ فأنت أولًا لن تعود إلى هذه الدنيا، فأطعني وأرح نفسك من عناء الأمل الباطل وتذكَّر قول البحتري:
واليأس إحدى الراحتين ولن ترى
تعبًا كظن الخائب المكدود
وثانيًا: هبك أمكن أن تعود فإنك لا تأمن أن تعود متقمصًا جسم خروف يُذبَحُ ويُؤكَلُ.
وثالثًا: لو ضمنت أن تعود إنسانًا كما أنت الآن لما وسعك أن تنتفع بتجربتك السابقة لهذه الحياة؛ ذلك أنك خليق أن تجد نفسك في عالم جديد غير عالمنا هذا، تحتاج إلى تجربته من جديد وإلى اكتساب المعرفة به والهداية، ولن ينفعك يومئذٍ ما عرفته — أو ما تظن أنك عرفته — في حياتك الحاضرة، كما لم ينفع أهل الكهف بعد ثلاثمائة سنة قضوها نيامًا ما كانوا قد عرفوا في زمانهم. كلا يا صاحبي، إن معرفتك وخبرتك وغير ذلك مما تحسب أنه يكون لك ذخرًا في حياة دنيوية ثانية سيكون كالعملة الزائفة لا يقبلها أهل الزمان المقبل، ولا تستطيع أنت أن تديرها في أسواق الحياة».
قال: «إذن ما فائدة الخبرة التي نكتسبها الآن بالحياة؟»
قلت: «يا أخي فلقتني، أين هذه الخبرة التي اكتسبناها بالحياة ونحن أخيب الخُيَّاب وأفشل الفشلة؟! وإذا كنا لم نستطع أن ننتفع بما علمنا الآن، فهل تظن أن هذا بشير بإمكان الانتفاع به في زمان آخر؟»
قال: «إنك تجزي الحسنة بالسيئة، أنا أريد أن أشرح صدرك بالأمل، وأنت تسود الدنيا في عيني باليأس!»
قلت: «يا أخي إنك ظالم؛ فإني أسوق سيارة في طريق غاصٍّ بالناس والبهائم والمركبات المختلفة، فهل تظن أن مما يشرح الصدر، ويثبت اليد والرجل والجنان أن تذكِّرني بالموت وبخيبتنا في الحياة؟ ثم إنك ظالم مرة أخرى لأنك تطالبني بالجد في يوم خرجنا فيه لنلهو ونلعب وننسى هذا الجد، وستحطم لي رأسي في طول النهار بالجدل في الدين والأدب والفلسفة والسياسة والفنون، ثم تسمي هذا يومًا حميدًا قضيناه في رياض القناطر».
قال: «في أي شيء نتكلم إذن؟!»
قلت: «لماذا يجب أن نتكلم؟ الكلام في الحقيقة جهل فاسكت».
فأنكر هذا القول مني، فشرعت أشرح له رأيًا لي وأبين أن الإنسان إنما يتكلم ويشعر بالحاجة إلى الكلام لأنه جاهل لا يعرف، وإنه لو عرف وفهم وتبين ولم يخفَ عليه شيء، أو وجد وسيلة أجدى وأوفي من الكلام للتفاهم؛ لما احتاج إلى هذا الكلام. وحاجة الإنسان إلى الكلام راجعة إلى حاجته إلى المعرفة وإلى البيان، والمرء أحيانًا يتكلم لا لأن عنده ما يقوله بل لأنه يريد أن يعرف ماذا عنده في رأسه أو في نفسه، كالتاجر الذي «يجرد» أو يفحص دكانه، ليرى ماذا فيه من البضائع أو كالذي يفتح الصنبور «الحنفية» ليرى هل هناك ماء أو يضغط زر الكهرباء لا ليضيء فقد يكون الوقت نهارًا بل لينظر هل انقطع التيار أو هو متصل. وكذلك الإنسان، كثير من كلامه اختبار لنفسه وإن كان هو في الأغلب الأعم لا يدري أنه يختبر نفسه ويفحصها ويحسها، ولا أعرف شيئًا عن غيري من الكتاب، ولكنني أعرف أني أنا كثيرًا ما أتعمَّد أن أدير الحديث على ما يخطر لي أن أكتب فيه؛ فأجد أن الكلام في ما يدور بنفسي أعون لي على جلاء الغامض وجمع المتفرِّق وحسن الإحاطة بالجوانب المختلفة، وأراني بعد أن أتكلم في موضوع، أقدَرَ على تناوله، وأحسَنَ فهمًا له، وأسدى رأيًا فيه. وأكبر الظن أن كثيرين غيري جربوا هذا وعرفوا كيف يفتح الكلام الأبواب الموصدة، ويبين الخفي، ويكشف عن المستور، ويبرز المطوي، ويعين بالإيحاء وتداعي الخواطر على الضبط والإحكام والاهتداء إلى الحقيقة أو الصواب أو المراد.
ويحسن أن أقول أني أعني بالكلام كل ما يدور به اللسان أو يجري به القلم؛ فأنا أطلق اللفظ هنا على الحديث والكتابة والشعر. والآن ما هو الغرض من الكلام؟ أحسب أن الجواب هو أن الغرض هو الفهم والإفهام، والكلام يكون أحيانًا نوعًا من التفكير بصوت عالٍ، والمرء يحدث نفسه في سره تارة، أي بصوت باطني يسمعه هو، أو على الأصح يحس دورانه في نفسه ولا يسمعه غيره، وربما حدث نفسه بصوت مسموع، وكذلك يفعل الإنسان حين يفكر فيكون التفكير تارة صامتًا أي لا يسمع صوته أحد، وتارة أخرى يكون بواسطة الكلام المسموع أو المكتوب، وفي وسع كل إنسان أن يجرب هذا — أي التفكير بالكلام المسموع، وما عليه إلا أن يشرع في الكلام — بقصة يتخيلها وهو يرويها، أو بموضوع يتناوله من غير أن يسبق له بحث فيه، فإذا فعل ذلك فإنه خليق أن يرى كيف يعمل عقله في صوغ القصة وسبك موضوعها ولسرد الحوادث التي يخترعها أولًا فأولًا على البديهة، ومن غير تحضير سابق، أو كيف يطرق الموضوع من هذه الناحية أو تلك، ويعمل لسانه وعقله في وقت معًا. كما يفعل المرء حين يرتجل خطبة.
والواقع أنه لا فرق بين التفكير بصوت مسموع والتفكير بصوت غير مسموع؛ لأن الإنسان إنما يفكر بواسطة الألفاظ في الحالتين، وبغير الألفاظ لا يستطيع الإنسان — إلى الآن — أن يفكر، وما من فكرة يمكن أن تحصل في الذهن، أو خالجة يتصورها أو يحسها، إلا إذا جعل لها ثوبًا من اللفظ؛ فالألفاظ هي أداتنا الوحيدة — إلى الآن — للفهم والإفهام وللتصور والتصوير، حتى حين ينظر المرء إلى صاحبه ويغمزه بعينه ويدعوه باللفظ إلى فعل شيء، أو ينهاه عن شيء؛ يحصل في نفسه الإحساس بصوت الكلام الذي يعبر به في العادة عن هذه المعاني، فإذا كان يقول له بعينه: «قُمْ» فإنه إذا جعل باله إلى ما يحصل في نفسه يستطيع أن يشعر بالحركة التي تحدث عندما ينطق بلفظ «قُمْ».
والإنسان يرتقي، وهو يستطيع أن يعبر عن بعض مراده بعينه أو حاجبيه أو بهزة رأس أو تحريك إصبع، ولكن هذه الإشارات تكون مصحوبة بصوت باطني، أي بالألفاظ المألوفة للتعبير عن المعاني التي عبر عنها بالإشارات، ولكن في وسعه أن يعتاد الاستغناء عن الألفاظ، وأن يألف التعبير بغير واسطتها؛ فإن الأخرس الذي لم يتعلم، لا يعرف الألفاظ ولا مدلولها، فهو لا يمكن أن يقال إنه يقرن المعاني بالألفاظ؛ إذ كان يجهل هذه الأداة ولا يعرفها، وقد استطاع أن يعتاض من الألفاظ الإشارات والنظرات والحركات المختلفة، وهو يحس ويفكر ويشرح ويبين بغير الألفاظ، وما يستطيعه الأخرس لا يجوز أن نشك في قدرة غيره عليه؛ فمن الممكن إذن أن نتصور أن الإنسان سيجيء يوم يستغني فيه عن الألفاظ للتعبير عن مراده، وللتفكير فيما يشاء، وللفهم والإفهام على العموم، وقد لا يحدث هذا ولا يرتقي الإنسان إلى هذه المرتبة — إذا جاز أن نعد هذا رقيًّا — قبل بضع مئات أو بضعة آلاف من السنين، ولكن هذا اليوم سيجيء على التحقيق، قرُب أم بعُد، فإذا احتاج الإنسان إلى الإفضاء إلى آخر برأى أو تصوير إحساسه له؛ بعث إليه بموجة من نفسه، فيرد عليه بموجة أخرى صامتة مثلها، وهكذا. وحينئذٍ ماذا يكون مستقبل الأدب كله لا الشعر وحده؟ وماذا يكون مستقبل الصحافة والطباعة والتأليف والترجمة والإذاعة وغير ذلك مما هو من هذا كله بسبيل؟ أو بعبارة أدق: مما يقوم على اللفظ المسموع أو المكتوب؟ أظن أن من الواضح أن المصير الوحيد هو زوال هذا كله، فما بأحد حاجة إليه، وقد يبدو المتأمل أن هذا العالم الصامت سيكون مملًّا، ولكني لا أظن ذلك، وتجربتي تقول لي إن الصمت أشهى وأمتع من الثرثرة التي تضطرني إليها المجالس. وأنا أستطيع — وأنا صامت — أن أنعم بما لا أنعم بعشر معشاره حين أتكلم أو أسمع، وأحرى بموجات النفس أن تكون أوفى في التعبير من هذه الألفاظ التي تخذلنا في أكثر الأحيان، وكل كاتب وكل شاعر جرَّب هذا القصور في الألفاظ وعجزَها عن العبارة الدقيقة عما تجيش به النفس أو يضطرب به الخاطر، وما من كاتب أو شاعر إلا وقد ترك معنى، لأنه لم يستطع أن يؤديه أو يعبر عنه التعبير الذي يرضيه أو يجعله واضحًا مفهومًا، وكثير من الكلام الغامض الذي نقرؤه للكتاب أو الشعراء سببه أن أداة اللغة — على سعتها — قاصرة غير وافية. أما موجات النفس فخليقة أن تكون أوفى وأقدر وأكشف، وإن كان الفهم والإفهام سيظلان رهنًا بعاملين أولهما: قدرة النفس التي ترسل الموجة، على جعلها وافية، وثانيهما: قدرة النفس التي تتلقى هذه الموجة على حسن التلقي. النفوس في هذا كالآلات منها الضعيف والفاسد والقوي والصالح، ولا حيلة في تفاوت النفوس.
كان هذا المصير — الذي اقتنعت بأن الأدب صائر إليه لا محالة عاجلًا أو آجلًا — أكبر ما زهَّدني في الشعر، ولو استطعت أن أستغني عن الكتابة أيضًا لكففت عنها، ولكنها مرتزَقي الذي لا أعرف لي مرتزقًا سواه، وقد أخفقت إلى الآن في كل ما حاولته من ترك الكتابة والاشتغال بغيرها وكسب الرزق من طريق غير طريقها، ولم يوئسني هذا الفشل؛ فإني مؤمن بأن الفرصة ستتاح لي في حياتي لترك هذا الأدب جملة.
ولا أحتاج أن أقول أن هناك أسبابًا كثيرة أخرى، منها أن ما قلته من الشعر لا يرضيني ولا يبلغ المبلغ الذي كنت أطمع فيه، ومنها أني أصبحت أستهجن أن أفتح قلبي للناس وأتركهم يحدقون فيه بكل ما فيهم من الفضول، وما دخل الناس في آرائي وإحساساتي وعواطفي ونظراتي في الحياة؟ ولماذا أبيحهم من نفسي ما لا يبيحونني من نفوسهم؟ وماذا يعنيهم هذا على كل حال؟ وحدَث أن ماتت أمي وهي أقدس إنسان عندي، وقد كنت في حياتها — وما زلت بعد موتها — لا أعدل بظفرها هذه الدنيا بكل ما فيها.
ونازعتني نفسي أن أقول فيها شعرًا، ولكني صرفتها لأني لا أستطيع أن أحسن التعبير عن عاطفة طاغية مستغرقة كهذه، ولأني خفت ألَّا يكون لكلامي فيها الوقع الذي أريده، أو أن لا يتلقى الناس كلامي فيها بمثل العاطفة التي أصدر عنها؛ فقلت لنفسي: إذا كنت لا أستطيع أن أنصف أقوى ما أحسست من العواطف في حياتي كلها فخير لي وأولى بي أن أكف عن هذا العبث كله.
ولست أطيق الشعر الآن، حتى قراءته أصبحت عسيرة عليَّ، وما فتحت ديوان الشعر إلا رأيتني أتساءل: أترى هذا الشاعر مثلي؛ خير شعره الذي لم يقله؟ وهل هذا الديوان يمثل نفس الشاعر أو لا يمثل منها إلا الجانب الذي اطلع عليه هو، وأدركه وفطن إليه، أو الذي وسعه أن يرسمه ويؤديه بالألفاظ؟ وهل ترى يمكن أن نقول إنه أكثر من فهرس ناقص لروح الشاعر أو إنه أكثر من إشارات كإشارات الخرس تومئ إلى المعنى ولكنها لا تبين؟
أظن أن هذا أكثر ما يمكن أن يقال في ديوان شعر، فهناك أولًا أن النفس الإنسانية تخفى على صاحبها في أكثر الأحيان، فأحرى أن تكون نفوس غيره أخفى عليه. وهناك ثانيًا أن اللغة — كل لغة — ليست سوى أداة ناقصة غير وافية بالحاجة، حتى لو استطاع فرد أن يحيط بها أتم إحاطة. وهناك ثالثًا أن القدرة على التفطن إلى الحقائق شيء، والقدرة على العبارة عنها شيء آخر مختلف جدًّا، والناس يتفاوتون في القدرة على التعبير كتفاوتهم في الفطنة والإدراك، واللغة أداة للتعبير بالألفاظ كما أن الألوان أداة للتعبير بالرسم، وكما أن المصورين يتفاوتون في القدرة على التعبير بالألوان وإن كانت واحدة، كذلك الكتاب والشعراء أو الأدباء على العموم. ومتى كانت النفس تخفى على الإنسان إلى حد كبير، واللغة ليست أداة كاملة للعبارة عمَّا تحيط به منها، والقدرة على التعبير بهذه الأداة الناقصة تتفاوت، فما مبلغ حظ هذا الديوان أو ذاك من دقة التصوير لنفس صاحبه، واضع الديوان الذي يتفق أن يكون بيدي وأنا أهز رأسي آسفًا؟
ولو طاوعت نفسي لكففت عن كل قراءة ولكنها عادة، وما لا يُدرك كله لا يُترك كله؛ فأنا أقرأ وأنا مدرك للقصور الإنساني، ولا يمنعني إدراكي هذا أن أُعجب بمحاولة التغلب على هذا القصور الطبيعي، ومبلغ النجاح في ذلك، وأن أتمنى لو كان لي مثل هذا الاقتدار، ولكني لم أرزق هذه المقدرة؛ ولهذا أيقنت أني لست بشاعر ناطق، ومن أجل ذلك أقصرت من تلقاء نفسي ولم أنتظر حتى يقول لي غيري هذا.