موضوع المحاضرة التي أشرُف بعرضها هذا المساء عن الدكتور جون بورنج «John Bowring»، وهو ليس بغريب عن مجمعنا العلمي. وتفسير ذلك يرجع إلى أنه في عام 1859م، وهو العام نفسه الذي شهد تأسيس المجمع العلمي المصري، اختير السير جون بورنج ليكون مراسلًا للمجمع، ولم يلبث بعد عامين — أي في عام 1861م — أن اختير عضوًا شرفيًّا في المجمع.
ومن سوء الحظ أن سجلاتكم بالمجمع لا تشير إلى أسباب حدوث هذه الحالة من التميز الذي حظي به بورنج داخل المجمع. ولكن من الممكن تشكيل بناء منطقي يفسر هذه الحالة؛ حيث وُصف السير جون في البيانات الخاصة بالمجمع بأنه وزير صاحبة الجلالة البريطانية في الصين، بالرغم من أن هذه الصفة كانت قد زالت عنه في وقت اختياره.
وفي الواقع أن إنهاء وظيفة بورنج الرسمية كان من أجل الصالح العام، وتم ذلك في ظروف أشبه بسحابة صيف في حياة بورنج، وهذه الظروف سأشير إليها فيما بعد. ولكن ربما يكفي الآن أن نذكر أن ذلك راجع إلى سمعته الطيبة في أنشطته متعددة الجوانب في الإنتاج الأدبي وفي الاستشارات التجارية، وكذلك نشاطه في حركات الإصلاح الاجتماعية والسياسية وأيضًا السلام العالمي؛ لقد كان جون بورنج أوروبيًّا.
صحيح أن هذه السمعة الطيبة صارت خافتة بمرور الوقت، ولكن هذا أمر لا مفر منه، ولا يُعد مؤشرًا لقياس مدى أهمية شخصيته أو الاهتمام بها أو بمدى إنجازاتها.
وُلد جون بورنج سنة 1792م منتميًا لإحدى العائلات المرتبطة بصناعة الصوف في الغرب الأوروبي؛ أي أنه ينتمي إلى إحدى الأسر الرأسمالية التي وُصفت بجدارة باسم «معارضة المعارضة». ولا تزال أسرة بورنج في ليفربول حاضرة إلى الآن في عالم التجارة والأعمال الخيرية.
خضع المجتمع الغربي حينذاك للعديد من المؤثرات من داخل القارة الأوروبية ذاتها، وتأتي في المقام الأول — في هذا الصدد — المؤثرات الإسبانية والبرتغالية والفرنسية. ولم تكن تلك التأثيرات المدمرة فقط بسبب الحرب الطويلة التي نشبت آنذاك بين إنجلترا وفرنسا الثورية؛ حيث كانت هذه الحرب مجرد بداية لهذه المؤثرات.
ومن الجدير بالذكر ملاحظة أن هذه الحرب لم تُثِر — في هذه الأوقات — مشاعر الكراهية الشديدة بين الشعوب، وهو ما سنلاحظه بعد ذلك.
وبالرغم من أن الشاب بورنج ترعرع أثناء هذه الحرب إلا أنه لم يتأثر بتلك المشاعر العدائية التي أحدثتها.
وهو في ميوله واتجاهاته العالمية واهتمامه بالأراضي والشعوب الأجنبية يدين في ذلك للأجانب من كل النوعيات: البحارة، الكهنة اللاجئين … وما إلى ذلك. وقد عُرف بورنج بذلك — وبقوة — خلال حياته الطويلة؛ وهو الأمر الذي يؤكده معرفته باللغات المختلفة بطريقة غير عادية، حيث عرف بورنج معظم اللغات المعاصرة له سواء كانت أوروبية أو آسيوية، وقد كان يتقن على سبيل المثال: الفرنسية، والإسبانية، والإيطالية، والهولندية، والألمانية، والصربية. وكان بورنج في تعلُّمه ذلك عصاميًّا يعلِّم نفسه بنفسه.
ومن محاولاته الأدبية الأولى في هذا الصدد قيامه بترجمة بعض مختارات من الأشعار الإسبانية والمجرية والهولندية والصربية إلى اللغة الإنجليزية. وينهض دليلًا على براعته في هذه الترجمات حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة لاهاي، ولقد كان بورنج أول من أدخل في اللغة الإنجليزية مظاهر الجمال التي تضمها القصص الأدبية الصربية.
على أية حال دخل بورنج في مرحلة جديدة وحاسمة من حياته عندما ربط نفسه بدائرة بنتام من الفلسفة الراديكالية؛ ولقد تطورت هذه الرابطة بسرعة وأصبح بورنج أقرب المقربين والموثوق بهم لدى بنتام في أواخر حياته.
وبصرف النظر عن التفاوت العمري بين الرجلين، فإننا نجد الاختلاف الكبير بينهما، لدرجة أن كبار أتباع بنتام أمثال جيمس ميل وغيره يرون أن سبب المكانة التي احتلها بورنج — بالنسبة لبنتام — ترجع إلى قدرة بورنج على اللعب على نقاط الضعف التي يتصف بها كبار السن. ولكن هذا التفسير يرجع إلى حدٍّ ما إلى حالة الاستياء في صفوف هؤلاء الأتباع. والواقع أن بنتام وجد في بورنج معاونًا له يستطيع أداء بعض الأشياء بشكل أفضل مما إذا قام بها أحد رفاقه الكبار.
كان لبورنج نشاط جيد في سفرياته، كما كان يمتلك قلمًا بليغًا ولسانًا فصيحًا وتلقائيًّا، هذا فضلًا عن الحماية الكبيرة التي يتصف بها. لقد كان بورنج — باختصار — الرجل الذي يحتاجه بنتام لبذر بذور الفلسفة البنتامية بين عدد كبير من الرجال في الأوساط الإسبانية والبرتغالية وكذلك في أمريكا الجنوبية.
علاوة على ذلك فإن بورنج كان ممكنًا الاعتماد عليه ليس فقط كوكيل توزيع يمكن الوثوق به بأنه لن يخلط الفلسفة البنتامية بأفكاره الخاصة، أو يغش هذه الفلسفة كما يُغش اللبن الخالص. وهو لم يقدم فقط لهذا المذهب الفلسفي بالحقائق والإحصاءات المستمدة من الكُتب الزرقاء (Blue Books) ولكن دعمه أيضًا بالشعر والمثل؛ وذلك لأنه كان يجري في عروقه انتماء ديني وسياسي يمكن أن يستجيب لنزعات إنسانية عميقة الجذور. ولا شك أن شخصًا كهذا من الممكن أن يكون عاطفيًّا بطريقة مملة وغامضة، وبالرغم من ذلك كله كان بنتام مقتنعًا بعبقريته وولائه التام له.
وذلك يرجع إلى إحدى السمات التاريخية للبروتستانتينية، والتي كان أتباعها قادرين على الجمع بين الشعور الديني القوي من ناحية وبين الفطنة التجارية من ناحية أخرى. ولقد كرس البروفيسور تاوني «Tawney» رسالته العلمية الكبيرة المسماة «الدين وصعود الرأسمالية» لإظهار نمو الرأسمالية البروتستانتينية؛ وعلى هذا فليس عجيبًا ألا يُذكر بورنج فقط ككاتب للتقارير التجارية الجافة، ولكنه يُذكر أيضًا كمؤلف لنشيد «في صلب المسيح موضع لاعتزازي In the Cross of Christ I glory» الذي لا يزال يُتغنى به إلى اليوم.
في نهاية المطاف زادت ثقة بنتام في بورنج؛ فجعله المحرر الأول لمجلة وستمنستر «the Westminster Review»، والتي تأسست من أجل الدعاية للفلسفة الراديكالية. ولم يُحقق بورنج نجاحًا كبيرًا في قيامه بتحرير هذه المجلة، كما أنه فشل فشلًا ذريعًا في الطبعة التي أعدها لأعمال بنتام، حيث إن قيامه بإعداد الأعمال الأدبية وتعهده بأوراقه الكثيرة جعله لا يستطيع أن يجد الوقت الكافي لذلك؛ ولهذا جاء هذا الإنتاج في البداية بطيئًا جدًّا وغير صالح للاطلاع على الإطلاق، حيث كان يحتاج دراسة متأنية جدًّا، فقد كانت أخطاء المحرر كثيرة وخطيرة، شاملة في ذلك العديد من حالات الحذف والإغفال.
وتفسير هذا الفشل لا يحتاج إلى تفكير طويل؛ وذلك لأن بورنج لم يكن مدربًا على القيام بعبء كهذا حيث اكتسب معارفه عن طريق المصادفة. لقد كان قارئًا وكاتبًا ذكيًّا، ولكن فهمه كان ظاهريًّا لا يستطيع فهم المعاني العميقة للفلسفة البنتامية، سواء كانت النظرة إليها — في ضوء مقولات علم النفس — على أنها نظام فلسفي للأخلاق، أو كانت برنامجًا للإصلاح القانوني والسياسي والاجتماعي.
وعلاوة على ذلك فإن بورنج دائمًا ما كان في عجالة من أمره، حيث كانت لديه حاجة في القيام بوظيفته لكسب رزقه؛ وبناءً على ذلك حاول القيام بأشياء كثيرة في آنٍ واحد، وشُغل وقتها بالكثير من الأعمال حتى صارت حالته أشبه بأسياخ الحديد داخل أفران النار.
وأثناء تحريره لمجلة وستمنستر قام على سبيل المقال بعبء سكرتارية اللجنة اليونانية في لندن، وهي اللجنة التي كانت تعمل من أجل قضية الاستقلال اليونانية، وفي هذا الصدد يجدر الذكر أن بورنج لم يخرج نظيفًا من قضايا المضاربات في القروض اليونانية.
وحينما ارتبط بورنج بتحرير أعمال بنتام كان يعمل في وظيفة برلمانية كأحد الراديكاليين، وكانت سياسته تنتمي في الأساس للمدرسة المعروفة بمدرسة مانشستر، والتي كانت تعني التجسيد الكامل للسياسة الاجتماعية للدولة وعدم التدخل لإحداث أية تغييرات في هذا الشأن.
وقد توقف اشتراكه في الانتصار للتجارة الحرة — جزئيًّا — من خلال عمله في مكافحة تجارة الذُّرَة والحصار القانوني تحت إشراف كوبدن؛ وذلك جزئيٌّ في تحقيقاته ومفاوضاته في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وألمانيا ومصر، وجزئيٌّ كذلك في دعوته إلى التخفيف من قسوة أنظمة الحجر الصحي في تلك الأوقات، وكذلك في إصلاح النظام النقدي الإنجليزي.
ويدين بورنج في عمله بجميع هذه المهام التجارية للورد بالمرستون — سليل الأرستقراطية البريطانية — كما يراه جون بول، والذي رأى بوضوح نقاط ضعف بورنج، ولكنه قدَّر الجوانب الجيدة في شخصيته؛ ولهذا أرسله إلى الصين حاكمًا لهونج كونج.
وبالرغم من أن بورنج كان مخلصًا وهادئًا إلا أنه ورَّط بلاده في حرب غير عادلة مع الصين. وكان إذا دعا شخص ما إلى طريق السلام فإن بورنج كان يناقشه في أن الهدف هو الوصول إلى الرفاهية وانتصار الحق، ويقصد بذلك إنجلترا بالتأكيد؛ أليست هي الأجدر بالثراء ثمرة لاستقامتها وصناعتها؟ ألن يكون في صالح الصين المشاركة في هذا التأثير النافع؟ غير أن الصينيين برهنوا على عنادهم الزائد وغير المنطقي لدرجة كبيرة فكانت الحرب، وهي الحرب التي دفعت خصوم بالمرستون إلى محاربته، وكانت النتيجة إنهاء وظيفة بورنج الرسمية.
وبعد هذا المنعطف الذي وصلت إليه الأمور أصبح بورنج عضوًا في المجمع العلمي المصري، وقد لمسنا ما يتمتع به من خبرات تؤهله لنيل هذا الشرف. ولكن من المحتمل أن يكون أهم شيء بالنسبة لمن اختاروه في سنة 1859م لهذه العضوية ارتباطه بمصر وقوانينها، وكذلك ارتباطه بعديد من كبار الشخصيات بها.
يرجع تاريخ ارتباط بورنج بمصر إلى بعثته إليها سنة 1838م، ونشره لتقريره عن حالة مصر في ذلك الحين هي والبلاد الملحقة بها آنذاك: سوريا وكريت. وربما أدرك كثير ممن رشحوا بورنج لعضوية المجمع مَعلمًا آخر من معالم ارتباطه بمصر، وهو المتمثل في أنه ظل لعدة سنوات — بعد زيارته لمصر — موظفًا (له راتب) ومُراسلًا لمحمد علي. وقد وجَّه مراسلاته المشتملة على المعلومات إلى بوغوص بك، وحككيان بك، وأرتين بك، وهي المراسلات التي تم الاحتفاظ ببعضها في أرشيف عابدين وبعض الأرشيفات الوثائقية الخارجية. وأعتقد أن لدينا المجموعة كلها، إلا أننا لا نملك الخطابات الموجهة إليه من مصر.
ويجب عليَّ أن أشير إلى أنه لا يمكن وصف العلاقة بين بورنج ومحمد علي بأنها كانت علاقة مخزية أو تستوجب الذم؛ وذلك لأن بورنج كان يؤمن تمامًا بفطنة محمد علي، ولهذا بذل كل ما في وسعه من أجل تعزيز قضية الاستقلال المصري، وهي القضية التي لم يكن هناك الكثير من المؤيدين لها في إنجلترا.
ويجب علينا أن نتذكر أيضًا أن عصر بورنج لم يشهد مثل هذه الروابط التي جمعته بمحمد علي كأسس للإدانة. ولا يمكن أن ينسى دارسو التاريخ مدى الأهمية الناتجة عن مثل هذه الروابط، حيث تكون المادة التاريخية الناتجة عنها من الدرجة الأولى؛ وذلك مثل المراسلات الشهيرة للخبير المعروف الفارس دي جينتز «De Gentz» إلى حكام مولدافيا ولشا «Moldavia and Wallachia».
ولا يمكن الادعاء بأن مراسلات بورنج تقترب من ذلك المستوي، ولكنها — على أية حال — ضرورية لتقديم دراسة كاملة للمسألة المصرية؛ وذلك لأن مؤلفها أدرك بوضوح أن مصر تمر بفترة حرجة من تاريخها، وأنه خلال الثلاثين عامًا التي كان لمحمد علي السيطرة على مصيرها، أحدث هذا الحاكم العبقري العديد من التغييرات — المثمرة بالفعل — في النظام الاجتماعي لهذا البلد، وبناءً على ذلك حكم على مزاياها.
هل كان سيُسمح لمحمد علي بتعزيز مكاسبه الإقليمية في أفريقيا والجزيرة العربية وسورية، وأن يقدم إلى المجتمع الدولي تلك الدولة التي قام بإنشائها؟ أم كان عليه أن يغرق هو ودولته في مصر مرة أخرى في بحر الإيالات العثمانية الراكدة؟
ما هو الشيء الذي رآه بورنج في ذلك كله؟ في الواقع نحن نعلم أن تقريره يُعد مَنْجَمًا من المعلومات المتنوعة والدقيقة بقدر ما سمحت به الظروف، ولقد أدرك المؤرخون قيمته كمصدر مهم.
في الواقع قام ربينو «Rabino» بنشر بعض المقتطفات من تقرير بورنج في مجلة المجمع سنة 1889م تحت عنوان «Il y a 50 ans»، وتختلف هذه النشرة من التقرير كثيرًا عن الأصل المخطوط؛ حيث أسقطت ذكر بعض الفقرات، كما حذفت التعليقات الهامشية للورد بالمرستون (والتي لا تخلو من أهمية).
وعلاوة على ذلك فإن الدارس يحتاج إلى شرح وفير وملحق كامل لتقرير بورنج، وذلك لكي يتم فهم مدح بورنج لأعمال محمد علي من ناحية في مقابل انتقاداته القاسية للسياسة الاقتصادية للباشا؛ وباختصار شديد يمكن القول: إن تقرير بورنج يحتاج إلى طبعة جديدة.
وفيما يتعلق بالجانب الرئيس للموقف يتبين أن بورنج اعتقد بضرورة حدوث التوازن بين البديلين المقدمين للدبلوماسية الأوروبية، وهما: التمسك بمبدأ الحفاظ على سلامة الإمبراطورية العثمانية، والإقرار بمصر الفتية كأساس جديد في السياسة الخارجية تجاه الشرق. ولقد سعى بورنج إلى نشر اعتقاده بوجوب اعتماد البديل الثاني من البديلين السابقين وذلك باستخدام قدراته المحدودة؛ حيث رأى أن تلك السياسة تعمل على خدمة المصالح الإنسانية، كما أن ذلك هو ما تمليه عليه المصالح الاقتصادية والسياسية لبريطانيا العظمى.
خدم بورنج قضية مديره بالخطب والاتصالات الصحفية وتجميع أصوات الرجال الأكثر نفوذًا وشعبية في صالحه، وعلى هذا جعل محمد علي على دراية بما يجري في أوروبا، كما نصحه دائمًا بالاعتدال. ربما كان بورنج في خطاباته متفائلًا جدًّا أو مشجعًا جدًّا وباعثًا على كثير من الأمل، وذلك في مقابل كثير من معاصريه الذين لم يتوقعوا أن يصل بالمرستون إلى الحد الذي وصل إليه من مخالفة الاتفاق الدولي الإنجليزي / الفرنسي لكي يكسر شوكة محمد علي. وعلاوة على ذلك يجب أن يلاحظ أن بورنج ظل دائمًا — طوال هذه السنوات — لا يتخطى حدود الفطنة، وكان حريصًا أيضًا على عدم تخطي وزارة الخارجية البريطانية بصورة علنية.
لا يوجد أي أساس للاعتقاد الحالي في الدوائر الدبلوماسية بأن بورنج هو الذي أغرى محمد علي على إعلان استقلاله؛ وهو مما عجَّل بحدوث الأزمة التي كان من شأنها صناعة مستقبله أو إحداث الضرر بهذا المستقبل.
ولكن هناك جانبًا آخر وغيرَ متوقع تمامًا للعلاقة التي نشأت بين بورنج ومحمد علي؛ وهو قيام صداقة حقيقية بين الرجلين تحمل في طياتها مشاعر منزهة عن المصالح. وهو الأمر الذي نتبينه جليًّا من الكتاب الذي نشره بورنج سنة 1839م تحت عنوان «الأخلاق الصغرى للشباب»، والذي أعطى فيه صورة مبهجة لمحمد علي ليس لكونه حاكمًا شرسًا وغازيًا، ولكنه أعطى له صورة الأب العطوف الذي تحيط به عائلته الكبيرة؛ وهي صورة إنسانية معبرة درج بورنج على القيام بها.